اليوم ستعود المحكمة العسكرية عنوانا رئيسيا في نشرات الأخبار المتداولة بعدما حجبتها المظاهرات والاحتجاجات التي نظمها الناشطون المدنيون وبعد أن تحولت النفايات إلى مادة رئيسية في مطلع النشرات الإخبارية لجميع الوسائل الإعلامية.
الشيخ أحمد الأسير هو «الضيف» الجديد المتهم الذي سيمثل أمام القوس علانية بعد عامين من التخفي والتنقل والهرب إلى أن ساقته المحاولات اليائسة للفرار الى الوقوع في قبضة الأمن العام التي ترصدته من مكان إلى مكان. إذا سيحضر الشيخ مخفورا لكن بلباسه الشرعي بعدما حرصت زوجته على إحضاره كي يخرج الشيخ بكامل لباسه الشرعي الذي حرص على إكمال مسيرته الدعوية في سجنه حيث من المتوقع أن يؤم المساجين الإسلاميين في صلاتهم. فالاسير قرر أن يعود إلى البدايات عندما كان يعطي الدروس الدينية في مصلى بلال بن رباح قبل أن يتحول إلى مسجد ولاحقا إلى مؤسسة دينية متشعبة.
إذا قرر الأسير الخروج أمام الرأي العام بشكله الديني السابق. هذا ما يؤكده المقربون منه ويعتبرون أن الشيخ سوف يعتمد في المحكمة على وسائله الخاصة لناحية الاستجوابات والمرافعات .فهو سيترك طاقم المحامين أن يعملوا وفق خطتهم الموضوعة لكنه سيحتفظ لنفسه بالمداخلات السياسية ومعظمها اتهامية ضد الذين قاتلوه والذين تخلوا عنه. كما أنه سيعرض الأشرطة التي تؤكد أن القتال في عبرا لم يكن ضد الجيش اللبناني بل إن أطرافا أخرى شاركت فيه. كما أنه سيتناول موضوع الشقتين اللتين كانتا السبب في استدراجه إلى حرب لم يسعَ اليها بل تم استدراجه من خلال هاتين الشقتين. ويؤكد المقربون أن الشيخ الأسير يخبىء في جعبته العديد من المفاجآت والوقائع وهي ستشكل صدمة لدى الرأي العام.
وبالعودة الى جلسة الثلاثاء التي ستكون محط انظار الرأي العام اللبناني التي ينتظر اعترافات الشيخ الاسير لتبيان حقيقة احداث عبرا فان الموقوفين منذ تلك الاحداث والتي كانت الاحكام على باب قوسين من الصدور في حقهم باتوا اليوم مجهولي المصير وخصوصا المتهمين من الفئة الرابعة الذين كانوا قد تنفسوا الصعداء بعد بدء المرافعات التي قرر رئيس المحكمة العميد الركن الطيار خليل ابراهيم سماعها على مدى أربع جلسات لكن ما قبل القبض على الشيخ الاسير ليس كما بعده لان ما سيدلي به قد يغير في أوضاع بعض الموقوفين لناحية المشاركة في هذه الاحداث انطلاقا من كل ذلك فان ملف عبرا يبدو انه ستكون حلقاته طويلة ولن تبدأ الثلاثاء نظرا لحجم الملف وسيكون مصير الجلسة التأجيل بعد مثول الاسير امام المحكمة محاطا بانصاره ليعرف عن نفسه فقط ولرفع الحكم الغيابي بحقه.
اليوم سيمثل الاسير امام المحكمة والى جانبه 3 محامين عبد البديع عاكوم المحامي الاصيل والذي كان يتولى قضاياه منذ زمن طويل والمحامي نعمة وأمين سر اتحاد الحقوقيين المسلمين وعضو لجنة الدفاع عن الموقوفين الاسلاميين المحامي محمد صبلوح المتمرس في قضايا الاسلاميين وبعض المتهمين في قضايا الارهاب كعمر الأطرش وطارق مرعي واليوم الاسير الذي لم يلتق الاخير الى اليوم وهو أكد في حديث لـ«الديار» انه تم تقديم طلب الى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر لزيارة الاسير في مديرية المخابرات في وزارة الدفاع.
اما بالنسبة لقبوله هذه القضية أكد انه قام والمحامية مهى فتحا والمحامي عاكوم بزيارة المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود كونهم اعضاء في اللجنة القانونية لهيئة العلماء لاطلاعه على التقارير الطبية التي تتعلق بحالة الاسير الصحية والتي تثبت معاناته من مرض السكري وانه يحتاج الى دواء «الإنسولين» وحذاء خاص كي لا يتعرض لخطر بتر الاعضاء وأثناء الزيارة عرض المحامي عاكوم إمكانية التعاون في هذه القضية فلم يمانع وقصد صيدا واتفق مع عائلة الشيخ على الامر.
اما بالنسبة لوكيله الأصيل المحامي عبد البديع عاكوم فهو أكد لـ«الديار» ان قبوله قضية الدفاع عن الشيخ الاسير الذي كان قد اختاره منذ حزيران 2012 ينطلق من حرصه على القسم الذي اداه يوم اختار المحاماة مهنة له وان المتهم بريء حتى تثبت ادانته وهو وافق على طلب عائلة الشيخ الاسير الدفاع عنه، وهو قبل هذه الوكالة بغض النظر عن رأيه في قضية احداث عبرا التي فرضت على الجيش اللبناني وعلى الاسير وان رسالته الدفاع عن الاخير والتحدث بلسانه وبلسان القانون مع الحرص على عدم الابداء برأيه الشخصي.
ولفت عاكوم الى انه لم يتمكن من زيارة موكله الى الان وهو التقاه فقط في مكتب قاضي التحقيق العسكري وعلم ان الشيخ طلب من الصليب الأحمر الدولي الذي زاره في مقر مديرية المخابرات الحصول على تفسير القرآن لكنهم لم يتمكنوا من إيصاله له وهم بانتظار الاذن.